"ليرة" سيارة لبنانية تتحدى الأزمات
الحسامي: صفر دعم من الدولة

21.03.2024
هشام الحسامي مع سيارة "ليرة"
الحسامي مع الوزير فياض وكارلوس غصن
وزير الإقتصاد سلام والمهندس الحسامي أمام سيارة ليرة
ليرة في نسختها الجديدة
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

من رحم الأزمات تولد الأفكار، الأوضاع الصعبة أجبرت اللبنانيين إما على الهجرة أو التأقلم، وقلة منهم تحدت الواقع الصعب وغامرت بمبادرات خلاقة لتجاوز الأزمات ومنهم المهندس هشام الحسامي مخترع "ليرة" السيارة البيئية الكهربائية، اللبنانية الصنع 100 %.

يوجز لنا المهندس هشام الحسامي سيرته الذاتية، بأنه تربى في بيئة صناعية هندسية، ووالده الذي درس الهندسة في فرنسا أجبرته الحرب اللبنانية للهجرة مع العائلة والعمل في جزيرة قبرص المجاورة. أما هو فقد قرر إختيار بريطانيا لدراسة الهندسة الميكانيكية فيها والعودة الى وطنه الأم للعمل والإستقرار.

ويقول الحسامي أنه ساعد والده في إختراع وتنفيذ عدد من المعدات الصناعية لمعامل لبنانية متخصصة في مجال الطباعة وإعادة التدوير من ورق وكرتون وغيرها. وقال أن شركتهم العائلية H.Z.Houssami مازالت تعمل وتنجز العديد من الإختراعات والإنجازات في أكثر من منطقة لبنانية.

فكرة "ليرة"

 يشير المهندس الحسامي إلى أن فكرة إختراع سيارة "تمشي" على الطاقة الشمسية جاءت عندما أمضى أكثر من ساعتي إنتظار، أمام محطة للتزود بالوقود، في طوابير شهدها لبنان في أكثر من فترة زمنية. ويقول  أنه إستفاد من هذا الإنتظار وأخذ ورقة وبدأ بتصميم سيارة كهربائية تعمل على الطاقة الشمسية النظيفة .

أما إختيار إسم "ليرة" فيقول أنه جاء دعماً لإعادة الثقة في العملة الوطنية اللبنانية، التي فقدتها نتيجة الأزمات الكثيرة وتدني قيمتها مقارنة مع العملات الأخرى. ويعتبر أن من واجب كل لبناني العمل على إبتكار أفكار خلاقة للمساعدة على إعادة قوة العملة الوطنية وصمودها في وجه الأزمات الكثيرة التي تعصف بالوطن.

نموذجان متكاملان

 يشرح المهندس الحسامي  كيف بدأ مشروع إنتاج "ليرة" الأولى، فيقول أنه بدأ التصنيع في شهر أيلول\سبتمبر من العام 2022 وإنتهى في كانون الثاني \ يناير 2023، أي إستمر نحو 4 أشهر، وإن السيارة الأولى تعمل على الطاقة الشمسية وسعتها 4 ركاب، وممكن تشريج بطارياتها من مصادر تغذية كهربائية، في حال كان هناك نقص في الأشعة الشمسية، وفي كل الأحوال فأن شحنة بطاريتها تكفي لمسافة 200 كلم.

أما النسخة الجديدة لليرة فجاءت لتأكيد قدرتنا على التنوع في التصميم والتنفيذ، فـ "ليرة" الجديدة هي سيارة "سبور" لشخصين بمواصفات تكنولوجية متطورة، وهي تعمل على الكهرباء ويمكن تزويدها بالطاقة من أي مصدر منزلي أو مهني. وقد تم تطوير النسخة الجديدة ومعالجة الثغرات في النسخة الأولى. ويؤكد الحسامي بإستطاعة "ليرة" الجديدة منافسة أي سيارة من حيث الجودة والسعر الذي يمكن أن يصل إلى 2000 دولار في حال تم إنتاج كميات كبيرة منها.

معانات الصناعيين

يشير المخترع الحسامي إلى الصعوبات الرئيسية التي تمنع "ليرة" من الخروج الى الأسواق اللبنانية والعربية،  وأولها هو العائق المادي وتأمين السيولة. ويؤكد أن ما أنجز هو من "اللحم الحي" بإمكانيات ذاتية وجهود محلية لتأمين كل المواد التي تدخل في إنتاج "ليرة" مع إستيراد القليل من المواد من الخارج.

وفي السياق يعرض الحسامي معاناته مع الدولة اللبنانية، التي وكما يؤكد أنها "أُعجبت وتحمست وتصورت مع سيارة "ليرة"، ولكن للأسف لم يترجم كل ذلك إلى خطوات عملية من الحكومة اللبنانية ومن وزارات معنية بالقطاع الصناعي كوزارتي الإقتصاد والصناعة التي من واجباتها دعم ومساعدة الصناعيين اللبنانيين ومنع هجرة الشباب اللبناني المبدع والخلاق. 

أكسبو قطر

وفي معرض حديثه عن الوعود، أشار الحسامي إلى أنه في الوقت الذي كنا نحضر مشروع تقديم 5 باصات إلى بلدية بيروت، لنقل طلاب المدارس وكبار السن مجاناً، وبتعرفة رمزية لبقية الركاب. توقف المشروع وإستعدينا للمشاركة مع الوفد اللبناني إلى معرض "أكسبو قطر"، ولكننا تفاجأنا بعدم وضعنا على لائحة المشاركين ولم نعرف حتى الآن أسباب ذلك؟!

وبالمناسبة يوضح الحسامي، أنه كان هناك نية من جانبنا لتقديم سيارة إلى صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وتواصلنا مع السفارة القطرية في بيروت بهذا الشأن ولكننا ومنذ ستة أشهر لم نتلق أي جواب. وكان لدينا أمل، يضيف الحسامي، بالمشاركة في هذا المعرض الدولي المهم، لرفع إسم لبنان عالياً في صناعات نموذجية وتعزيز الجناح اللبناني في المعرض بقيمة مضافة.  

كارلوس غصن

وعن لقائه مع كارلوس غصن الرئيس السابق لتحالف نيسان رينو، قال الحسامي، أنه وبناء على مبادرة وزير الطاقة وليد فياض، إلتقيت بالسيد غصن في مكتب وزير الطاقة، وأن غصن إطلع على مشروع سيارة "ليرة" وأبدى إعجابه بفكرة المشروع لأنها "أول سيارة لبنانية محلية الصنع".

وتمنى غصن في اللقاء أن يلقى مشروع "ليرة" الدعم الكامل من الجهات المختصة وكذلك التمويل اللازم والكافي ليكون مشروع السيارة ليرة مشروع وطني بإمتياز".

الإرادة والمستقبل

وعن المشاريع المستقبلية، يقول الحسامي، أنه وبسبب الظروف التي تمر بها المنطقة إثر أحداث غزة، وبسبب الظروف الحياتية اللبنانية وخاصة في ما يتعلق بالطاقة والتيار الكهربائي، فأن عجلة مشاريعنا تباطأت ولكنها لم تتوقف. ونحن في صراع دائم للبقاء في هذا البلد، وتعزيز صناعته، وتنمية مجتمعه وعلى سبيل المثال إذا ما تم الإستثمار في مشروعنا فنحن سنؤمن أكثر من ألفين فرصة عمل.

وأعطى حسامي مثالاً عن مشروع مماثل لـ "ليرة" في المملكة المغربية، الذي لاقى كل الدعم من الملك المغربي والذي أعتبر إنجازاً وطنياً ودعمته الحكومة والمؤسسات والمواطنين. ودعا أن تحذو الدولة اللبنانية والمستثمرين اللبنانيين والعرب حذو المغرب، في دعم المشاريع الخلاقة والتي تساهم في تنمية المجتمعات المحلية وتساهم في تمسك الشباب الواعد بأرضه ووطنه.