السعودية – العراق
صفحة اقتصادية وسياسية جديدة

26.01.2022
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

فتحت السعودية والعراق، صفحة تاريخية جديدة من العلاقات الثنائية الأخوية المتبدلة، تمهّد للتعاون الشامل بين البلدين الشقيقين على كافة الصعد، عبر تذليل كافة المشاكل التي تقف أمام انسياب التجارة والاستثمارات بين البلدين. ومن المرتقب في ظل مناخ التعاون الإيجابي زيادة المنافذ البرية بين الجانبين، من أجل تعظيم الشراكة الاستراتيجية.

وفي هذا الإطار، احتضنت العاصمة السعودية الرياض أعمال الملتقى السعودي – العراقي، بمشاركة واسعة من الوزراء والمسؤولين وأصحاب الأعمال السعوديين والعراقيين. كما جرى خلال زيارة الوفد العراقي الرفيع المستوى توقيع مذكرة تفاهم للربط الكهربائي بين البلدين بما يعزز من السوق الإقليمية لتجارة الكهرباء إضافة لمشاريع الطاقة المتجددة، وإتاحة فرصة معززة للاستثمارات المشتركة بقطاعات النفط والغاز والزراعة والبتروكيماويات والمدن الذكية.

مقومات النمو والازدهار

وتطرق وزير التجارة السعودي الدكتور ماجد القصبي إلى توفر مقومات النمو والازدهار للعلاقات الاقتصادية السعودية العراقية، لافتاً إلى أن الإرادة السياسية داعمة والفرص والممكنات كبيرة. مشدداً على ضرورة إطلاق ملتقى سنوي للأعمال المشترك، مع أهمية تأسيس مخزن معلوماتي ضخم لزيادة التعريف بالفرص الاستثمارية المتاحة في كلتا الدولتين ووضع خطة عمل مشتركة لترجمة التطلعات والآمال لفرص حقيقية تسهم في تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين.

إنجازات ملموسة

وأكد الأمين العام لمجلس الوزراء العراقي الدكتور حميد الغزي، على دعم الحكومة العراقية لمجلس التنسيق السعودي العراقي لفتح صفحة جديدة في العلاقات التاريخية بين البلدين، منوهاً بالإنجازات الملموسة التي حققها المجلس ومن أبرزها تأسيس مجلس الأعمال السعودي العراقي وإعادة افتتاح منفذ جديدة عرعر الذي يمثل البوابة التجارية الرئيسية بين الدولتين.

وقال إنّ الحكومة العراقية عملت على تصحيح المسارات لإحداث تحول اقتصادي حقيقي بما يدعم التنمية الاقتصادية والبشرية وخلق فرص العمل للمواطنين العراقيين، مشدداً على أن الإرادة السياسية في البلدين حقيقية وجادة باتجاه تطوير العلاقات والمصالح الاقتصادية. مبيناً أن ما يؤكد ذلك نمو حجم التبادل التجاري بنسبة 15 في المئة العام الماضي وهو يعتبر خطوة بالاتجاه الصحيح. مشيراً إلى أن القوانين العراقية كفيلة بحماية المستثمر السعودي وأن الحالات السلبية تتم معالجتها وحلها، داعياً لعقد الملتقى القادم في بغداد.

الفرص الاستثمارية

واستعرض المشاركون في الملتقى السعودي العراقي، الذي نظمه اتحاد الغرف السعودية، الفرص الاستثمارية في كل من المملكة والعراق في عدد من القطاعات الاقتصادية الواعدة. وشهد الملتقى توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين جهات حكومية وخاصة سعودية، في عدة مجالات حيوية.
وقال رئيس اتحاد الغرف السعودية عجلان العجلان، إنّ تعميق العلاقات الثنائية بأن تصبح نموذجاً متميزاً من علاقات الشراكة التجـارية والاستثمارية التي تتميز بالقوة والثبات والاستقرار. موضحا أنّ العراق يأتي في المرتبة 11 من بين دول عربية في حجم التبادل التجاري مع السعودية، منوهاً بأن هذه الأرقام تعتبر إلى حد ما محفزة وجيدة إلا أنها لا تتناسب مع العلاقة التاريخية بين البلدين، ولا تعكس طموحات الجانبين.

من ناحيته، قال رئيس اتحاد الغرف التجارية العراقية عبد الرزاق الزهيري، إنّ السعودية تمثل عمقاً استراتيجياً للعراق بما يتوافر بها من إمكانيات كبيرة كدولة فاعلة في الاقتصاد العالمي وضمن دول مجموعة العشرين. معتبرا أن التغيرات التي يمر بها الاقتصاد العالمي بعد كورونا تستدعي تشكيل كتلة اقتصادية بين العراق والمملكة ودول مجلس التعاون الخليجي.

ونوّه الزهيري، إلى أنّ العراق يمتلك المياه العذبة والموارد والإمكانات فيما تمتلك المملكة الطاقة والقدرة المالية والخبرة العالية، مؤكداً على أهمية تعزيز التواصل بين القطاعين الخاص السعودي والعراقي من خلال مجلس الأعمال المشترك ليكون مواكباً للتطور والاهتمام الذي تشهده العلاقات بين الدولتين.