الصالون العالمي للساعات الرفيعة 2019
.. و"أسدلت الستارة"

30.01.2019
فيلهالم شميد
جيفري لوفيبفر
تيودور ديل
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
برت دكاش
مساء الخميس 17 يناير 2019، وفي تمام الساعة العاشرة، أقفل الصالون العالمي للساعات الرفيعة 2019 أبوابه، وأسدل الستارة على مرحلة النجاحات الكبرى، بعد تراجع أهمية وجاذبية معارض الساعات التقليدية وخروج دور كبرى منها مفضلة تنظيم معارضها الخاصة. علماً ان إدارتي "الصالون العالمي" و "عالم بازل" تسعيان إلى التكيف مع متطلبات المرحلة الجديدة وتطلعات العارضين حيث بادرتا اولاً إلى توحيد موعد انعقادهما لفترة تجريبية مدتها أربع سنوات، ليصبح في ربيع العام 2020، والسعي إلى تطوير وتحديث المعرضين.
هل تنجح تلك المساعي في إعادة النبض إلى الحدثين الأكبر في صناعة الساعات، لاسيما وأنهما سجلا، إلى انسحاب عارضين كباراً، تراجعاً ملموساً في عدد الزوار، وتقليصاً لمدة المعرض؟  الجواب رهن مدى قدرتهما على الاستجابة لتطلّعات العارضين، وعلى مواكبة التغيرات التكنولوجية المتسارعة وانعكاساتها على وسائل الاتصال والتسويق الحديثة. 
"عود على بدء"، بهذه العبارة يمكن توصيف عودة الصالون للانعقاد في الربيع، وتحديداً قبيل معرض عالم بازل مباشرة كما لدى انطلاقته عام 1991. ولقيت خطوة تزامن الحدثين ترحيباً لدى الرؤساء التنفيذيين والمسؤولين في الدور الرفيعة المشاركة في الصالون، "كونها تسهّل المهمة على وكلاء التجزئة والصحافيين وزوار المعرضين القادمين من خارج سويسرا، فلا يكون عليهم تكبّد مشقّة السفر مرّتين بل فقط استقلال القطار من جنيف إلى بازل"، كما يقولون. 
وبالانتظار، يؤمل أن تسهم شمس الربيع في بث الدفء في أرجاء الصالون الذي فشلت أجهزة التدفئة في منع تسلّل الصقيع إلى أروقته التي بدت أكثر هدوءً من المعتاد مع تراجع عدد الزوّار- المدعوين، رغم تقليص عدد أيام المعرض من خمسة إلى أربعة أيام، والاكتفاء بفتح أبواب الصالون أمام العموم لمدة سبع ساعات بدلا من نهار كامل ليصل عدد زوار المعرض وفق بيان مؤسسة الساعات الرفيعة المنظّمة للمعرض إلى 23 ألف زائر. كما بدا لافتاً هذا العام اقتصار جديد الدور في غالبيتها على إصدارات بكميات محدودة وارتباط بعضها بأحداث أو شخصيات رياضية بارزة. 

وداع صاخب

أبرز الغائبين عن الصالون هذا العام هو دار Van Cleef & Arpels، وقد علّل البعض السبب في كون الدار علامة مجوهرات أكثر منها ساعات، وبالتالي، فإن تنظيمها أحداث خاصة على مدار العام يجعلها على مسافة قريبة من عملائها الحقيقيين والمستهدفين. والحاضر الأبرز كان دار Bovet المستقلة والتي تشارك للمرة الأولى في الصالون إلى جانب الدور التقليدية والتابعة بغالبيتها لمجموعة Richemont، و14 علامة مستقلة تحت مظلة "مربّع صانعي الساعات" الذي استُحدث قبل ثلاثة أعوام.
في موازاة ذلك، بدت مشاركة كل من داري Audemars Piguet وRichard Mille اللتين شاركتا في الصالون للمرة الأخيرة هذا العام لافتا، حيث جاءت مشاركتهما صاخبة من خلال إصداراتهما الجديدة. فقد قدّمت Audemars Piguet أول مجموعة من الساعات ذات العلبة الدائرية منذ سبعينات القرن الماضي حين طرحت ساعة Royal Oak بإطارها ذات الزوايا الثماني والتي باتت مرادفاً لاسم Audemars Piguet. وتلفت مجموعة Code 11.59 برمزيتها حيث يقصد بها الثانية الأخيرة قبل انقضاء عام وبداية عام جديد، ولعل في ذلك إشارة إلى أفول مرحلة وبداية مرحلة جديدة في تاريخ الدار. 
إلى ذلك، قدمت دار Richard Mille المعروفة بشراكاتها الرياضية منذ انطلاقتها، مجموعة ساعات Bonbon المستوحاة من الفواكه والسكريّات والتي تحوّلت إلى محور حديث زوّار الصالون. ويقول صانع الساعات والمتحدّث باسم الدار تيودور ديل إن "التفاعل الكبير مع المجموعة الجديدة جاء تلقائياً ولم يكن مقصوداً من قبل الدار التي تغادر الصالون". مؤكداً أنه "كانت لنا أوقات جيدة في الصالون، لكن السوق وحاجاتها تتغير بشكل سريع". ويوضح ديل حول الانسحاب من الصالون: "يرتبط الأمر بعنصرين أساسيين، الأول في كوننا بتنا خبراء ومتمرّسين في التنظيم حيث ننظم عدداً من الأحداث خلال العام لطرح ساعات جديدة، إلى جانب الإصدار أو الاثنين اللذين نقدّمها خلال الصالون، وبالتالي بتنا قادرون على تنظيم أحداثنا الخاصة لطرح جميع ابتكاراتنا. والعنصر الثاني، هو إرادة مؤسس العلامة ريتشارد ميل في أن يكون كل ما له صلة بالعلامة سواء مطبوعات أو منشورات وكذلك موقع المعرض وطريقة عرض المنتجات ذات مستوى عالي استثنائي. وفقط عندما نقوم بذلك بأنفسنا يمكننا مراقبة كل تلك الأمور، ونحن نتطلع إلى العام 2020 حيث نبدأ فصلاً جديداً في تاريخ الدار". 

منصات تفاعلية ورقمية

في موازاة ذلك، تواصل إدارة الصالون الاستجابة للتطورات الحاصلة عبر تطوير المعرض لنقله من واقعه كحدث تقليدي إلى منصة تفاعلية من خلال توفيره تجربة تفاعلية متكامل لزواره حيث تضمنت نسخة هذا العام جلسات نقاش مفتوحة مع بعض العلامات وكلمات رئيسية لعدد من الشخصيات البارزة في صناعة الساعات وشركائها في صناعات أخرى وسفرائها بُثت مباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كما أتاحت منصة LAB فرصة للعارضين لتقديم أحدث ابتكاراتهم التكنولوجية والرقمية. علماً أن الذكاء الاصطناعي، والواقع الافتراضي واستخدامات التكنولوجيا الحديثة في المهن الحرفية في صناعة الساعات باتت محط اهتمام الصانعين لتعزيز هذه الصناعة وتعريف الجمهور بها.   

تمسّك بالصالون

مقابل موجة هجرة الصالون أو عالم بازل، لا تعرب دور عن تمسّكها بالصالون كونه منصة لتسليط الضوء على صناعة الساعات، "وهو فرصة للقاء الصحافة وشركائنا لتعريفهم على ابتكاراتنا الجديدة، والتعرّف اتجاهات هذه الصناعة"، كما يقول الرئيس التنفيذي لدار Baume & Mercier جيفري لوفيبفر Geoffrey Lefebvre. ويضيف: "إنه حدث مهم بالنسبة إلينا، بل إننا نحتاج إليه بقوة كونه وسيلة لتسويق منتجاتنا، إلى جانب الأحداث الخاصة التي ننظمها على مدار السنة"، لافتاً إلى أن "ما شهده الصالون من تطوير وتحديث جعله تفاعلياً وبالتالي أكثر إفادة للدور العارضة لناحية التواصل مع المختصين والعملاء القائمين والمحتملين". 
ويؤكّد بدوره الرئيس التنفيذي لدار A.Lange & Söhne فليلهالم شميد Wilhelm Schmid إن "الدار لن تغادر الصالون"، موضحاً أنه "رغم ارتفاع كلفة المشاركة والجهود الكبيرة التي نوظّفها فيه، إلا أنه خلال خمسة أيام التقينا بأبرز الصحافيين من حول العالم، وبجميع شركائنا المهمين، وتفاعلنا مع عدد من كبار الزبائن". وأعرب عن تفاؤله "بمستقبل هذه المعارض على المدى القريب، إلى جانب مواصلتنا تنظيم النشاطات والأحداث الخاصة لإطلاق منتجات جديدة".