بعد تحذيرات أميركية من منتجاتها:
موجة تضامن دولية مع "هواوي"

04.01.2019
رئيس مجلس إدارة "هواوي" بالتناوب جو بينج
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
إياد ديراني
لم يتأخر رد الأوساط السياسية والتجارية الدولية على الدعوات الأخيرة للولايات المتحدة إلى مقاطعة منتجات "هواوي" بسبب ما وصفته "المخاوف المتعلّقة بالأمن السيبراني". وجاءت الردود من أعلى المستويات، إذ شملت رئيسي الوزراء الكندي والتشيكي بالإضافة إلى أوساط حكومية هندية وعدد من مشغّلي شبكات الاتصالات مثل O2 البريطانية، ألتيس البرتغالية وأورانج الفرنسية. 
وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال مؤتمر صحفي عُقد في أوتاوا إن قرار كندا بشأن السماح لشركة "هواوي" ببناء شبكتها اللاسلكية من الجيل التالي لا ينبغي أن يكون سياسياً، وأنه يجب ترك القرار للخبراء وأن يعتمد القرار على توصيات وكالات الأمن والاستخبارات المتخصصة. وأضاف أن ملايين بل مليارات الدولارات تُنفق في صناعة التكنولوجيا والبنية التحتية للاتصالات، وثمة ضرورة ملحّة لتوفير الحماية من التدخل والهجمات السيبرانية بما يرتقي إلى توقعات الشعب الكندي وجميع شعوب العالم.
من جهته قال رئيس الوزراء التشيكي أندريه بابيس، إن التحذيرات من الأجهزة التي تصنعها أكبر شركة لصناعة معدات الاتصالات في العالم "هواوي"، "لا تمثل رأي حكومات بلدان لاد أوروبا الشرقية". وواكب مجلس الأمن القومي التشيكي تصريحات رئيس الوزراء بابيس، وأصدر بيانا، قال فيه أن التحذير من "التهديد الأمني" ليس له أي أساس تقني. وأضاف المجلس إن الجمهورية التشيكية ترحب بكافة أنواع الاستثمارات الأجنبية، بغض النظر عن مصدرها.

الهند: لا مبرّر للحظر 

أما في الهند فقد صدرت تصريحات لمسؤولين حكوميين أكدت أنه "لا ينبغي توجيه الأصابع إلى شركة واحدة في قضايا تتعلق بالأمن". وقال أحد كبار المسؤولين الحكوميين: "لماذا ينبغي علينا الحظر بينما يستورد بعض مزوّدي معدات الاتصالات منتجاتهم من الصين". وأضاف أن الهند عمدت مؤخراً إلى وضع معايير الاختبارات الأمنية الخاصة بها، وإخضاع كافة معدات الاتصالات سواءً أكانت محلية الصنع أو مستوردة لاختبارات دقيقة. وقال الرئيس التنفيذي لشركة "هواوي" في الهند جاي تشين أن شركته مستعدة لتقديم "الشيفرة المصدرية" Source Code الخاصة بكافة المعدات للفحص للحد من المخاوف الأمنية. وأضاف تشين: "في المملكة المتحدة تعاونا مع الحكومة لإنشاء مركز اختبارات وتدقيق يُدار من قبل طرف ثالث مستقل، وقد وضعنا الشيفرة الأساسية الأصلية لهذا المركز لإجراء الفحص والاختبار الكامل في متناول يد المعنيين. 

موقف مشغلي الاتصالات

أما في الجانب المتعلّق بمشغّلي شبكات الاتصالات، فقد أكَّدت شركة O2، وهي مُشغل شبكات الهاتف النقال في بريطانيا، أنها ستواصل تركيب شبكات الجيل الخامس لشركة "هواوي" في بريطانيا ضمن 200 موقع تجريبي في لندن، وأنها ستمضي قدماً في تعاونها مع الشركة الصينية. كما وافقت الشركتان المنافستان لشركة O2 وهما "إي إي" و"فودافون" على إجراء التجارب باستخدام معدات "هواوي".
كذلك دخلت "هواوي" في شراكة مع المشغّل الاسباني "ألتيس البرتغال" والتزمت بتطوير خدمات شبكات الجيل الخامس وتركيبها في البرتغال. وقال الرئيس التنفيذي لشركة "ألتيس" ألكسندر فونسيكا: "كانت هواوي ولا تزال شريكاً موثوقاً به لدى "ألتيس" على مدى سنوات، ونتطلع إلى استكشاف هذه الثورة التقنية الجديدة معًا". 
من جانبها، أعلنت "فودافون إيطاليا" و"هواوي" مؤخراً عن الانتهاء من الاعداد لتقنية تهدف إلى تحسين نطاق الطيف العالي التردد في إطار تجارب الشركتين لشبكات الجيل الخامس في مدينة ميلان قبل وضع المعايير. وأتاحت وزارة التنمية الاقتصادية الإيطالية الترددات لشركة فودافون بحيث يتسنى لها تجربة شبكات الجيل الخامس في ميلان. 
من ناحيته، كان الرئيس التنفيذي لشركة أورانج ستيفان ريتشارد واضحاً للغاية في تعليقه على موقف "هواوي" في مواجهة الوضع الحالي. وقال: "تمتلك هواوي أفضل تقنية في العالم؛ فلديها أقوى الإمكانيات والوسائل في مجال البحث والتطوير في هذه الصناعة. ولذلك، فإن جودة منتجاتها واضحة ولا غبار عليها".

بينج: كرة سلّة بلا نجوم! 

وكان رئيس مجلس إدارة "هواوي" بالتناوب جو بينج قال في رسالة موجّهة لموظفي الشركة حول العالم والبالغ عددهم 180 ألفا، بمناسبة حلول السنة الجديدة: "إن أسواق شبكات الجيل الخامس التي اختارت العمل على بناء وتطوير شبكات الجيل الخامس بمنأى عن هواوي ستكون كفريق "إن بي آي" NBA لكرة السلة يلعب مباراة تنافسية بدون مشاركة نجومه. ستستمر اللعبة بالفعل، ولكن بمهارات وخبرات أقل، لا تليق بمباراة احترافية رفيعة المستوى". 
وأضاف: "في العام 2019، سنشهد موجات تطوير جديدة في مجال التحوّل الرقمي والذكاء الاصطناعي، ونعلم جيدًا أننا قد نواجه تحديات أكبر. وكل ما علينا القيام به في مثل هذه الأوقات أن نتمتع بإيجابية ونستجمع قوانا، ونرتقي بجودة عملياتنا، ونبث مزيداً من روح الشغف والابتكار داخل المؤسسة، ونواصل المُضي قدمًا لتلبية متطلبات العملاء وتحقيق الريادة الاستراتيجية". وقال: "نظرا لأن المنافسة بين القوى العالمية أصبحت أكثر احتدامًا، سنشهد المزيد من القلاقل في مجمل بيئة الأعمال".
وفيما يتعلق بامتثال هواوي للأنظمة والسياسات، قال بينج: "إن الوصول للعالمية يعني الالتزام بالامتثال بقوانين جميع الدول والمناطق التي نعمل بها، إذ يعتبر هذا الامتثال أهم الأسس بالنسبة لنا لنواصل أعمالنا ونقدم خدماتنا وإسهاماتنا للعالم أجمع".