خدمات الحوسبة السحابية
شرّ لا بدّ منه

13.12.2018
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
إياد ديراني

عندما بدأت خدمات السحابة Cloud Services بالإنتشار قبل أعوام في المنطقة لم تكن الشركات قد اتخذت قرارها النهائي حيال هذه الحلول الجديدة، لكن ما لم تأخذه شركات عديدة بالإعتبار يومها، هو أن خدمات السحابة ستكون خياراًلا بدّ منه لأسباب عدة أهمها الارتفاع الكبير في كميات الـ «داتا» Data التي تخزّنها هذه الشركات، ما يعيق إمكانية تخزينها داخلياً وفي حال أرادت هذه الشركات ترقية بنيتها التحتية لتحمّل الكميات الكبيرة من البيانات، فإن تكلفة ذلك ستفوق كلفة تخزينها لدى مزوّدي خدمات السحابة. التطور الآخر الذي حدث خلال العام 2018 هو فتح مزوّدي خدمات السحابة الباب أمام الشركات التي تريد الاستفادة من تحليل الداتا الخاصة بها من خلال ما بات يُعرف بإسم «تحليل البيانات» Data Analytics، عندها وجدت الشركات التي اعتبرت تخزين بياناتها وخصوصياتها وأسرارها على السحابة شراً أنها معرّضة لخسارة قدرات تنافسية في مجال تحليل البيانات أمام منافسيها الذين لجأوا إلى خدمات السحابة وتحليل البيانات.

من المعروف أن تحليل البيانات لدى أي شركة حتى ولو كانت تملك مطعماً أو مصنعاً، يتيح لها رفع إيراداتها من خلال دراسة أنماط البيع ومراقبة التكاليف وسواها من المكوّنات الرئيسية في أعمالها. بإختصار أتاح تحليل البيانات أمام الشركات الاستفادة للمرة الأولى من خدمات الذكاء الاصطناعي المبني على كميات كبيرة من الداتا أو ما يُعرف بـ  Big Data.   

الدخول إلى «لعبة» الخدمات السحابية

ويقول المدير الإقليمي لشركة «F5 نتووركس» تابريز سيرف إن الفترة الماضية كشفت أمام مختلف الشركات في المنطقة أهمية الدخول إلى «لعبة» الخدمات السحابية، فضلاً عن أن مزوّدي هذا النوع من الخدمات عمدوا إلى إيصال رسائل طمأنينة إلى الشركات التي كانت تخشى تخزين بياناتها لدى أطراف خارجية كالبنوك مثلاً.ويضيف:«لقد بات يتوفر اليوم خدمات سحابية يمكن تفصيلها على قياس متطلبات الشركات وهي تأخذ في الإعتبار الهواجس الأمنية وضرورة حماية البيانات السريّة، ونشأ في الفترة ذاتها ما يمكن تسميته «السحابة المتعددة»

 Multi Cloud التي تتيح التخزين على  نماذج عدة من السحابات الداخلية منها والخارجية أو المخصّصة مثلاً لتطبيقات الشركات أو لحلولها المتعلقة بإنترنت الأشياء IoT أو المتصلة بالحوسبة السحابية التي تتضمّن خدمات تحليل بيانات». 

كما عمد مزودو خدمات السحابة إلى تجزئة الخدمات أولاً لطمأنة أصحاب الهواجس، وثانياً لتسهيل انضمامهم إلى هذا الوسط الرقمي الضروري لأي شركة تسعى الى تحقيق ما يُعرف بالتحوّل الرقمي Digital Transformation. ومن المعروف أن هذا النوع من التحوّل في أداء أعمال الشركات هو عملياً انتقال من مرحلة ما قبل الخدمات الرقمية إلى مرحلة تزخر بالبرامج والتطبيقات وخدمات انترنت الأشياء والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، أو من مرحلة الاستخدام الجزئي إلى الاستخدام الكلّي للحلول الرقمية في الأعمال. 

فرص وصعوبات

وبحسب دراسة أجرتها «فورسايت فاكتوري» لصالح «F5 نتووركس» تحت عنوان «مستقبل البيئات المتعددة السحابة FOMC» أو ما يعرف اختصاراً بإسم «السحابة المتعددة» Multi Cloud فإن الشركات التي ستتجاهل مدى قدرة وفعالية «السحابة المتعددة» اليوم ستواجه صعوبات جمّة خلال السنوات الخمس المقبلة. 

وفي الوقت نفسه، تشير تقديرات «مؤشر السحابة العالمي» من سيسكو إلى أن 94 في المئة من إجمالي العمل وحالات الحوسبة ستتم معالجتها بواسطة مراكز البيانات السحابية في حلول العام 2021، في حين يلعب بث مقاطع الفيديو وشبكات التواصل الاجتماعي دوراً رئيسياً في دفع موجة النمو المتواصلة هذه، حيث استهلك المستخدمون المشتركون خدمات شركة نتفليكس Netflix بمفردهم أكثر من مليار ساعة من محتوى مقاطع الفيديو خلال أسبوع واحد فقط في العام 2017.