آرنو، بينو، روبرت، حايك:
أربع عائلات أوروبية تحكم سوق الرفاهية

13.11.2018
نك حايك
برنارد آرنو
فرانسوا-هنري بينو
يوهان روبرت
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
برت دكاش
إستحواذ الشركة الأميركية Michael Kors على دار الأزياء والموضة الإيطالية Versace أواخر سبتمبر الماضي، هو مجرد استثناء في عالم تحكمه مجموعات عائلية أوروبية، تمكّنت من بناء «إمبراطوريات»، حصينة وعصية على محاولات الغزو والإختراق من قبل الشركات الأميركية والصينية. 
وتعتبر عائلة آرنو الفرنسية رائدة في وضع حجر الأساس لأول إمبراطورية رفاهية على مستوى أوروبا في ثمانينات القرن الماضي، تبعتها عائلات بينو الفرنسية وروبرت وحايك السويسرية اللواتي شيّدت إمبراطوريات مشابهة. ورغم محاولات أميركية لإختراق سوق الرفاهية، وإندفاعة صينية تسارعت وتيرتها العام الماضي لإختراق السوق والاستحواذ على بعض علامات أوروبية فاخرة، إلا أن المجموعات الثلاث تبدو صامدة في قلاعها، مستندة إلى أسماء كبيرة منضوية تحت شارتها أمثال Christian Dior، وBvlgari وCartier، وGucci  و Louis Vuitton وغيرها، ومدعومة بسيولة عالية ما يجعلها جاهزة لمواصلة سيطرتها على هذه الصناعة وضمّ دور رفيعة لا تزال مستقلة، مثل دار Chanel، التي لا تزال عائلة Wertheimer التي تملكها ترفض فكرة بيعها.
 
تستأثر ثلاث مجموعات هي LVMH (Louis Vuitton Moët Henessy) و Kering  الفرنسيتين و Richemont السويسرية بسوق الرفاهية في العالم من خلال تملّكها مجتمعة كامل الأسهم أو غالبيتها في ما يزيد على 120 علامة فاخرة في قطاعات تتوزع بين الأزياء، المجوهرات، الساعات، مستحضرات التجميل، العطور، المشروبات الروحية، الضيافة وغيرها. ويشار هنا إلى ان مبيعات الرفاهية بلغت العام الماضي نحو تريليون دولار، وفق تقرير لشركة ديلويت. 
في العام 2017، استحوذت مجموعة LVMH، وهي أكبر مجموعة رفاهية من حيث العائدات التي بلغت لغاية النصف الأول من العام الحالي 21.8 مليار يورو، على دار Christian Dior بعد التنافس عليها مع مجموعة Kering، إلى جانب شرائها حصة في موقع التجزئة الإلكتروني الفاخر في نيويورك Moda Operandi، كما حققت المجموعة المملوكة من عائلة آرنو أرباحاً تشغيلية بقيمة 4.648 مليارات يورو، بزيادة نسبتها 28 في المئة مقارنة بالعام 2017. 
وكانت المجموعة سبّاقة منذ تكوّنها العام 1987 عبر دمج علامة Louis Vuitton الأكبر في عالم الأزياء والموضة وصانعَي الشمبانيا Moët  والكونياك Hennessy، في استحواذ الدور الفاخرة وتكوين إمبراطورية تضم أكثر من 70 علامة، علماً أن عائلة آرنو اشترت العام 1989 غالبية أسهم مجموعة LVMH، وهي تضم تحت شارتها إلى Louis Vuitton، دار المجوهرات الإيطالية Bvlgari ودور الساعات Tag Heuer وHublot وZenith  ودار Guerlain للعطور ومستحضرات التجميل. وتجدر الإشارة إلى أن المجموعة تخلّت عن حصّتها في دار Hermès الفرنسية العام 2014 على أثر خلافات قانونية نشبت بينهما بعد عملية الشراء في العام 2011. 
أما مجموعة Richemont المملوكة من عائلة روبرت السويسرية فتعتبر ثاني أكبر مجموعة رفاهية من حيث العائدات والتي بلغت 10.979  مليارات يورو في نهاية السنة المالية المنتهية في 31 مارس 2018، معظمها من قطاع المجوهرات والساعات. وتملك المجموعة دوراً رفيعة منها ثلاث دور للمجوهـــــرات الراقيــــــة هــي
Cartier (الأكــثر مبيعاً في العالم)
وVan clef & Arpels وGiampiero Bodino. وتنضوي تحت لوائها دور للساعات الرفيعـــة من بينها Vacheron Constantin، وJaeger-LeCoultre وOfficine Panerai 
وIWC Schaffhausen، إضافة إلى دور أخرى ذات أنشطة متنوعة في قطاع الرفاهية مثل Montblanc وAlfred Dunhill وغيرهما. وفي يناير الماضي، استحوذت المجموعة على موقع التجزئة الالكتروني Yoox Net-a-Porter  في صفقة بلغت قيمتها ثلاثة مليارات يورو ليكون منصتها لتسويق وبيع منتجات الدور التابعة لها عبر الإنترنت، وسبق ذلك تملّكها دار الجلديات الإيطالية Serapian العام الفائت.
بدورها، وإلى جانب امتلاك مجموعة Kering المملوكة من عائلة بينو والتي تقدّر عائداتها خلال النصف الأول من العام الحالي بـ 6.432 مليارات دولار، دار Christie’s للمزادات وأربعة مصانع للنبيذ الفاخر، لا يزال استحواذها على كل من داري الموضة الإيطالية Gucci وYves Saint Laurent الفرنسية العام 1999 يعدّ صفقة القرن العشرين. وبعد تملّكها كلاً من داري JeanRichard وGirard-Perregaux  للساعات، استحوذت العام 2014 على Ulysse Nardin. وفي العام 2015 أطلقت المجموعة شركة جديدة لصناعة النظارات بإسم  Kering Eyewear بمشاركة صانع النظارات الإيطالي Safilo، وتوصّلت الشركة الجديدة إلى اتفاق مع Cartier لإنتاج النظارات الخاصة بالدار الفرنسية. يذكر أن أرباح المجموعة بلغت في النصف الأول من العام الحالي 4.776 مليارات يورو، بزيادة نسبتها 30 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام 2017.

الساعات

ظاهرة بناء «إمبراطوريات الرفاهية» توسّعت لتشمل أكبر مجموعة ساعات في العالم Swatch Group التي جاء وقع استحواذها العام 2013 على «ملك الألماس» Harry Winston مقابل مليار دولار مدوياً، نظراً الى شهرة دار المجوهرات الأميركية، وحضورها القوي في سوقي أميركا واليابان واللتين تفتحان الطريق أمام
Swatch Group لزيادة انتشارها في هاتين السوقين والتوسع كذلك نحو صناعة المجوهرات الراقية، كما كان له وقعه الكبير كونه أتى بعد تعثّر شراكة المجموعة مع دار Tiffany & Co. وتضم Swatch Group تحت شارتها 21 علامة مصنّعة للساعات من بينها Jaquet Droz وOmega وBreguet وBlancpain إضافة إلى صناعات ذات صلة، وقد بلغ حجم عائداتها 4.266 مليارات فرنك سويسري خلال النصف الأول من العام 2018، بزيادة بنسبة 12.6 في المئة.

سيولة جاهزة للتوظيف

رغم إنحسار عدد دور الرفاهية المستقلة، غير إن شهية المجموعات الأوروبية لا تزال مفتوحة للاستحواذ على المزيد من العلامات الراقية، خصوصاً وأن هذه المجموعات تمتلك سيولة كبيرة بلغت نحو 25 مليار دولار العام الماضي، مع توقعات بإرتفاعها في ضوء فورة المبيعات في الصين وتوجه الدور لإستهداف شرائح جديدة من فئة الشباب لتوسيع قاعدة عملائها. وقد أبدت بعض المجموعات مؤخراً رغبة في الاستحواذ على دار Chanel، غير إن مالكيها لا يعتزمون البيع بل على العكس، فقد تملّكت الدار مؤخراً نسبة 20 في المئة من علامة الساعات السويسرية F.P.Journe، وحصة في موقع المبيعات الإلكتروني في لندن Farfetch في فبراير الماضي، كما يتردّد أن رجل الأعمال البلجيكي ألبير فرير وهو شريك رئيس مجموعة LVMH برنارد آرنو في شركة للنبيذ الفاخر، ينوي شراء دار الأزياء والموضة البريطانية Burberry.

دخول صيني

تأتي عملية استحواذ Michael Kors الأخيرة بعد عام تقريباً على فوزها بعلامة Jimmy Choo للأحذية الفاخرة، ومقرّها لندن وبعد منافسة مع شركة الرفاهية الصينية Honey Capital، غير إن خرق الشركات الأميركية لسوق الرفاهية الأوروبية لا يزال محدوداً مقارنة بالخرق الصيني. فقد برز خلال العقد الحالي، اهتمام صيني لافت في عالم الموضة عموماً والرفاهية خصوصاً، حيث أنفقت الشركات الصينية مئات مليارات الدولارات منذ العام 2015 لشراء علامات أجنبية، ولعل ّ أحد أسباب النجاح النسبي للشركات الصينية في اختراق قطاع الرفاهية الاوروبي، هوإلتقاء المصالح، حيث تنظر العلامات الغربية إلى الشراكة الصينية كعامل أساسي لتوسعها في السوق الصينية، إضافة إلى الملاءة المالية التي تتمتع بها الشركات الصينية. وشهد الربع الأول من العام الحالي استحواذ شركة Forsun International Ltd ومقرها شانغهاي على غالبية أسهم علامة الأزياء الفرنسية Lanvin بعد منافسة مع شركة ميهولة القطرية Mayhoola، مالكة علامة الأزياء والموضة الإيطالية Valentino.
وفي العام 2017 تملّكت شركة
Fortune Fountaine Capital FCC ما نسبته 88.8 في المئة من أسهم صانع الكريستال الفرنسي Baccarat، وذلك بعد استحواذها في وقت سابق على شركة Honey New Zealand ومجموعة Sunshine  للتأمين التي اشترت فندق The Baccarat في نيويورك مقابل 230 مليون دولار وكذلك، استحوذت شركة Septwolves العام الماضي على 80 في المئة من شركة Karl Lagerfeld Greater China Holdings. 
أما شركة Shandong Ruyi المساهمة في مجموعة SMCP الفرنسية، المالكة لعلامات Sandro وMaje وClaudie Pirlot ، فهي تتوسع في عالم الموضة، وقد استحوذت في فبراير الماضي على صانع الأحذية والأكسسوارات السويسري Bally، وكانت شركة Hony Capital اشترت ثلث شركة Duemmei المالكة للعلامة الإيطالية
Mr. & Mrs Italy. 
وفي العام 2013 برز إهتمام صيني واضح بصناعة الساعات السويسرية، وكان لافتاً شراء مجموعة China Haidian القابضة المحدودة لدار Corum للساعات الرفيعة ودار Eterna التابعة لها، كما دخلت اليابان من دون أن تكون لاعباً أساسياً، حيث اشترت شركة Citizen Watch Coالعام الماضي علامة Frédérique Constant للساعات السويسرية المالكة أيضاً لعلامة Alipna  و Ateliers de Monaco للساعات الراقية.