بوينغ في المنطقة: طائرات وصناعات وتدريب

05.06.2017
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
زينة أبوزكي

يعود وجود شركة بوينغ في المنطقة إلى 70 عاماً، تمكّنت خلالها الشركة من تسليم أكثر من 500 طائرة، هذا فضلاً عن طلبيات تبلغ 550 طائرة. وفي حديث خاص
 لـ
«الاقتصاد والأعمال» من مقرّ الشركة الإقليمي في دبي، أكّد رئيس بوينغ للشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا برنارد دون أن المنطقة تحظى بأهمية قصوى ليس على مستوى بيع الطائرات التجارية وحسب، بل أيضاً الطائرات العسكرية، هذا فضلاً عن الدور الذي تلعبه في مجالي الصيانة والتدريب ومؤخراً التصنيع.

 

يقول برنارد دون:«مسيرة بوينغ في المنطقة بدأت العام 1945 عندما باعت أول طائرةBoeing DC-3  كطائرة خاصة للملك عبد العزيز، لتنتقل بعدها لبيع طائرات تجارية إلى الخطوط السعودية وبقية الشركات الخليجية والعربية. وعلى صعيد الانتاج العسكري والدفاعي ترتبط بوينغ بعلاقات وثيقة مع العديد من دول المنطقة ».

الطلبيات

وعن حاجة دول المنطقة من الطائرات خلال السنوات العشرين المقبلة، يقول رئيس بوينغ في المنطقة: «تتوقع بوينغ أن الطلب العالمي على الطائرات خلال العشرين سنة المقبلة سيبلغ 39620 طائرة بقيمة 5.9 تريليون دولار حصة المنطقة منها 3310 طائرات بقيمة 770 مليار دولار، ولم نغيّر في توقعاتنا على الرغم من انخفاض سعر البترول لأن الاستثمار في قطاع الطيران هو بمثابة استثمار في الاقتصاد ككل، فهذا العدد من الطائرات التي ستشتريها دول المنطقة يتطلب 58 ألف قبطان و66 ألف تقني و92 ألفاً من أفراد طاقم الطائرات لتشغيلها، وذلك يخلق حركة اقتصادية في مختلف المجالات نظراً الى ما يحتاجه هؤلاء من خدمات ومنتجات ذات مستوى يليق بمستوى طريقة عيشهم، وفي هذه المنطقة يعرف المسؤولون أهمية الاستثمار في هذا القطاع ويستمرون بذلك».

وفضلاً عن أننا شركة عريقة في هذه المنطقة، يضيف دون:«نحن من المزودين المبتكرين، وكنا أول من صنع وباع طائرة مصنوعة بالكامل من المواد المركبة وهي طائرة 787 دريملاينر والتي تلقى استحساناً على مستوى المنطقة والعالم لكفاءتها التشغيلية ولاسيما من ناحية توفير الوقود، كما كان لنا امتياز كسر الرقم القياسي في طلبيات الطائرات التجارية العام 2013 من قبل أكبر ثلاث ناقلات جوية خليجية وهي الإمارات، الاتحاد، والقطرية وذلك لطائرة بوينغ 777X الجديدة، وهي إعادة تصميم بوينغ 777 بناء على الطلب السريع لهذه الشركات التي تريد طائرات للمسافات الطويلة وقادرة على نقل أعداد أكبر من المسافرين.  وبلغت طلبية الطائرات 150 طائرة لطيران الإمارات و50 طائرة للخطوط الجوية القطرية و25 طائرة لطيران الاتحاد بقيمة 95 مليار دولار. وتتضمن الطائرة الكثير من الابتكار ولا تتطلب توسيع مطارات بل يمكن استيعابها في المطارات التي تستقبل طائرة بوينغ 777، وعلى الرغم من أن أجنحتها أطول لكنها قابلة للطي، ولا تزال قيد التصميم والتطوير وسنبدأ تسليمها إلى شركات المنطقة العام 2020، وقد صممت حسب طلبها ولاسيما في ما يتعلق بعوامل المناخ الحار، وستكون الشركات الخليجية أول المشغلين لهذا الطراز».

نتوقع استمرار النمو

أما عن الطلبيات من الطرازات الأخرى يقول دون:«هناك أيضاً طلب 30 طائرة
10-787 لطيران الاتحاد بقيمة 8.7 مليارات دولار، و75 طائرة 737 MAX و11 طائرة 800-737 لشركة فلاي دبي بقيمة 8.8 مليارات دولار، وعشر طائرات 777-300 ER للخطوط الكويتية، هذا بالإضافة إلى تسع طائرات 800-737 لمصر للطيران بقيمة 864 مليون دولار، إضافة إلى طلبية الخطوط القطرية والتي تتضمن؛ 30 طائرة 9-787 دريملاينر، وعشر طائرات 777-300 ER بقيمة 11.7 مليار دولار، وإعلان نوايا بشراء 60 طائرة 737 MAX  بقيمة 6.9 مليارات دولار».

ويؤكد دون:«نؤمن بهذه المنطقة، وعلى الرغم من بعض التقلبات ولكن على المدى الطويل لدينا تفاؤل أنها سوف تستمر بالنمو، ونشعر بالفخر أن بوينغ هي جزء من نجاح قطاع الطيران في المنطقة، كما إن هذه المنطقة بموقعها الجغرافي الاستراتيجي تشكل حلقة ربط لنحو 80 في المئة من سكان العالم». ويضيف: و«فضلاً عن الناقلات الخليجية الثلاث الكبرى، تشهد الخطوط الجوية التركية توسعاً كبيراً على الرغم من التحديات الاقتصادية التي شهدتها تركيا، لكنها تملك سوقاً كبيرة وهي في طور بناء ثالث مطاراتها الذي سيكون من الأكبر في العالم. الأمر ذاته ينطبق على إيران،التي  ستحتاج إلى عدد كبير من الطائرات. ويتابع دون «أنه ستكون هناك عشر سنوات من النمو رغم تقلبات السوق».

الهم الأمني والمنافسة

وفي ما يتعلق بحظر الأجهزة المحمولة على متن الطائرات القادمة من المنطقة إلى الولايات المتحدة، يقول دون: «حركة المسافرين إلى الولايات المتحدة ستبقى قوية ولا أعتقد أن حظر الأجهزة المحمولة سيؤثر كثيراً، وبعيداً عن التكهنات حول حجم ذلك التأثير، فلا بدّ من السعي الى التكيّف مع تطورات الطلب في كل سوق كما يحصل في أي نشاط اقتصادي عادة. وبغض النظر عن هذا الموضوع تبقى رؤيتنا للمنطقة قوية جداً ولاسيما بالنسبة الى حركة الركاب إلى الولايات المتحدة، وأعتقد أن الشركات سوف تتأقلم والنمو سوف يستمر».

وعن المنافسة يقول دون:«لا شك أن هناك منافسة كبيرة ولكننا في موقع جيد بالنسبة الى منافسينا، فنحن نسيطر في مجال طائرات الهيكل العريض في المنطقة، فنحو 30 في المئة من حجم طلبيات طائرات بوينغ ذات الهيكل العريض يأتي من المنطقة، علماً ان نحو نصف الطائرات العاملة في المنطقة هي من الهيكل العريض، مقابل نحو  25 في المئة في بقية دول العالم، ونحن أيضاً في موقع جيد من ناحية المنافسة في المنتجات المبتكرة ولاسيما 787 دريملاينر التي تشهد حركة مبيعات جيدة جداً. ويضيف:«إن طراز 777 حقق أداء جيداً ما سيحافظ على سيطرتنا بالنسبة الى الهيكل العريض. ومع سلسلة MAX 737 نبيع هذه العائلة في المنطقة وهي من أكثر طائرات الممر الواحد مبيعاً في التاريخ. لقد بعنا نحو ستة آلاف طائرة منها منذ ستينات القرن الماضي، وقمنا بتطويرها وتعديلها مرات عدة منذ ذلك الحين، وستتفوق MAX 737 من ناحية توفير الوقود وفعالية التشغيل، وهو ما يعطينا موقعاً قوياً أيضاً على مستوى طائرات الممر الواحد». ويتابع:«نحن نتبع حركة التسليمات وليس الطلبيات، ففي العام 2016 سلمت بوينغ 746 طائرة بينما سلمت إيرباص 688 طائرة. بالنسبة إلى المنطقة ، سلمنا 53 طائرة وتلقينا طلبيات لشراء 40 طائرة».

ويقول دون:«هذا فضلاً عن الطائرات الحربية التي تشهد أيضاً نمواً، فنحن شركة تبلغ عائداتها السنوية نحو 96 مليار دولار، حصة المنتجات الدفاعية منها نحو 30 ملياراً، وهذه المنطقة مهمة جداً لصناعة سلاح الجو فهناك تعاون كبير في هذا المجال مع قطر والكويت في ما يتعلق بالطائرات المقاتلة، ولا يمكننا النظر إلى أداء الشركة في المنطقة من دون الأخذ في  الاعتبار صناعة الطائرات الحربية ».

المسؤولية الاجتماعية

وعن دور بوينغ في مجالات التدريب والصيانة والمسؤولية الاجتماعية بشكل عام يقول برنارد دون: «تلعب بوينغ دوراً رئيسياً في هذا المجال، وذلك يأتي في صلب سياستها ورغبتها أن تكون جزءاً من المجتمعات التي تتواجد فيها، ولدينا عدد من البرامج التي نطبقها في المنطقة من المغرب إلى الخليج ثم تركيا، وتشمل هذه البرامج العلاقات والأبحاث والتطوير والتعاون مع بعض الجامعات في المنطقة لتطوير الاختصاصات التي تتعلق بالطيران والفضاء، كما تشمل البرامج تشجيع مبادرات رواد الأعمال الشباب».

ويضيف دون:«نعلم أن القطاع الخاص هو المفتاح لخلق فرص عمل والحكومات لن تتمكن وحدها من توفير الفرص المطلوبة، ونحن معنيون بقوة بهذا الأمر ونسعى الى التواصل مع الشباب واكتشاف أفكارهم ومساعدتهم على تطبيقها» وايضاً هناك «برامج مع منظمة «انجاز العرب» التي تعمل على تشجيع ومساعدة الطلاب على تأسيس أعمالهم الخاصة وقد خلقنا مع «انجاز» مركزاً لبلورة هذه الأفكار والمساعدة على إطلاق المشاريع الجديدة في مختلف المجالات وليس في قطاع الطيران فحسب». وعلى مستوى التدريب «نتعاون مع أكاديمية الإمارات للطيران التابعة لطيران الإمارات التي تقوم بتدريب قباطنة الطائرات، التي تطمح لتدريب مئات القباطنة سنوياً لطيران الإمارات وغيرها».

 ويضيف دون:«نقدم للأولاد الأصغر سناً بالتعاون مع بعض المنظمات غير الحكومية بعض المشاريع الهندسية التي تهدف إلى تنمية حس الإبداع لديهم، وتلقى هذه المبادرة تقدير الأهل الذين يكتشفون جوانب جديدة من شخصيات أولادهم. وتتضمن برامج التدريب إستضافة عدد من الشباب في مصانع بوينغ، هذا بالإضافة إلى برنامج STEM Outreach الذي يهدف إلى توجيه الجيل الصاعد نحو التخصص في صناعة الطيران، كما استقدمنا إلى المنطقة معرضاً ننظمه حول العالم هو
«Above & Beyond» ، الموجّه إلى الأولاد بحدود 12 سنة للفت انتباههم إلى هذا القطاع وأخذه في الاعتبار في اختيار اختصاصهم الجامعي».

الصيانة

أما على صعيد الصيانة يقول دون: «نوفر الصيانة لكل طائرة نبيعها في المنطقة، وهنا أودّ الحديث عن الجزء الصناعي الذي نقوم به، فلدينا اتفاقية شراكة مع شركة «ستراتا» التابعة لحكومة أبوظبي والتي تقوم بتصنيع المواد المركبة المستخدمة في صناعة طائرات بوينغ، وتتميز هذه المواد بوزنها الخفيف ومتانتها، وهذا مشروع ضخم جداً بالنسبة الى الإمارات لأنه سيجعل من شركة «ستراتا» مزوداً عالمياً وجزءاً مهماً من صناعة الطيران العالمية، ونحن نسعى الى استمرار هذه الشراكة إلى عقود عدّة».